23‏/11‏/2008

في حضرة الغياب







أصغي بانتباه للطريق .. / فهيـ دوماً تحدثك عليكَ فقط أن تصغيـ /





كـــــــانت زيارتنا الأولى للمكان .. و كأن الصمت سيده الأول و الأخير


و نحن مجموعة من المزعجين ... نقتحم حضرته



لم نكن بذاك الأستعداد لتلقي الألم .. و نقنع أنفسنا بأنه / مشــوار/ كـ جميعها




*


حال بدء صعودك ... تصدمك صورته .. و تعريك كلامته .. فلا تملك أكثر من صمتك

وكأنه أعد مسبقاً بما يريد أن يرثى .. أعد مراثيه و أحزانه و رتب صوته ويديه ..


فـ كـــــان هــــــ ـــو




/ مــــــــحمـــــود درويـــــش ،، في حضرة الغياب /








حاولنا ألا نزعج خلوته ... أحسسنا بأنا نتطفل عليه ..
و كأن غريباً يدخل بيتك ليراك في سرير النوم

ما تزال مكتسياً بالنعاس متأبطاً ذاتك ..

لا عيناك شبه مغلقه و فمك يرد التثائب و لكن ضيفك يمنعك





*




بصمت جليٍّ دخلنا .. ممر طويل تكسوه الحشائش الخضراء .. ليوصلك إلى صومعته الهرمية

زجاجية الأطراف .. يحيطه الورد بكل مكان .. بكل لون ..

لا أصوات .. زقزقات خفيفة تنقر على باب العقل لتنبهه بأننا ما نزال على الأرض

ولم نصل الجنة بعد




حال وصلنا قرأنا الفاتحة لروحه بتأكيد المحب بأن ما يهدى سيصل

أحسست بمكيدة كلماته .. و كأنها تقودني لشرك البكاء

و هذا ما كنت أخطط لألى أفعله منذ البدء

ولكنها أقوى من أن يحتمل قلبي كل هذا الحزن

لتصدمني أخرى على شاهد الضريح



/
على هذه الأرض
سيدة الأرض
ما يستحق الحياة
/



الحياة ... في حضرة موتك


لا دموع تكفيك ..

الكثير .. من أحلامنا الطفولية الصغيرة بأننا سنزورك يوماً

و سنجلس إليك لنحدثك و ندهش معك ..

لم تمنحنا هذه الحياة سوى زيارة ضريحك

ورؤية إنعكاس دموعنا على ذاك الزجاج

كأننا نحدق في عينك و نرى بأننا نبكي أمامك



*



سريعو العطب نحن .. هشــَـة ٌ أحلامنا

ذراها الموت



*


عشر درجات إجتزناها ... كانت كافية لنكبر ألف ألف عمر


لنعود بملامح جديدة ... و أصوات غيرنا ...


وظلال لا نعنيها بقدر ما تعنينا


ويدين مختلفتين


حتى أنفاسنا إختلفت


أكلُ من زارك ... أصابه تـحولك /هــكـــذا / ؟؟؟!




غلفنا ما تبقى منا ... بظرفٍ أنيق


و وضعناه لك ..


علك َ تخرج ليلاً من صمتك


و تنظر لذواتنا قليلاً


لتعرف كم إنتظرناك


و كم أنكَ تعني لنا ....


و على الرف المجاور لأحلامي .. و ضعت لك َ الكثير من حبــه


فقد حملني سراً سلاماً لك ...


كنت سأخبرك الكثير ...


ولكن الوقت تأخر ..


و علينا النوم ... الـنــــــــوم الطويل


إعتني بنا قبل موتك و بعده


و بعدنا و بعدك



*






ملاحظة / 1/ : معرض الكتاب الذي أقيم على شرفك كان مدهشاً
و أنا أتجول بين الأروقه ... أحسست بجهل يطمرني تحت هياكل الكتب العملاقه

و رغبتي العارمه بالبقاء الطويل هنا ..


أحسست بجهلي العظيم


و بأنني أبتدء فيما لا نهاية له







ملاحظة /2/ : أُخبرتُ بأن الموتى يعرفون الكثير ...


أخبرني أنتَ ...


من منا بذاك الصواب ... و من منا كان أكثر جنوناً ؟




كـــن بـــخير



عند الله

هناك 4 تعليقات:

آية الرفاعي يقول...

ين يدي الله..
اختصر الوقت, حضرة الشموخ, وتدّفق, حادّا كسكين ثائرة..
ولم يصبر..
انتزع من الأرض, فتيلها الــ لا يستكين,
يصرخ..
وتظل فلسطين, ما تستحق الحياة..

درويش لحظة رحل, ظلّ اكثر..
كــ اثر الفراشة , أزهر فينا..

يا ناثرة النص, الجميل..
لعش ذكرياتك, دفء حياة ينبض..

amey يقول...

أتعلمين آية

مجرد فكرة أنه / رحل /
مؤلمة ...

فـكيف تكون الحقيقة ...!

غير معرف يقول...

درويش
كل ـما فتحت دواوينه
أقسمت أمام حرفه أن ـه لم يمت


هذا النص .. أحزن ـني
كم أشتهي زيارته يوم ـاً

كوثر أبو هاني يقول...

شاعر و انسان عظيم لا يتكرر

سعيدة بزيارة هذه المدونة و سأزورها أكثر من مرة..

تحياتي لكِ..